كان جميع الأنبياء عليهم السلام مُبشّرين بنصر الصالحين وحكمهم على الأرض، فكما وردَ في آيتَيْ 105 و 106 من سورة الأنبياء، لن يُهزم تيار الدين أبدًا. تشير هذه الآيات إلى أن قوى الطاغوت لن تتمكن من القضاء على القواعد الثقافية للصالحين على الأرض، سواء كانت هذه القواعد معابد، أو جامعات، أو تنظيمات، أو تيارات ثقافية. بغض النظر عن محاولات هذه القوى، فإنها لن تفلح في إيقاف أو تدمير النشاطات الثقافية والاجتماعية للصالحين.
قد واجه المؤمنون عبر التاريخ، في مختلف البلدان اضطهادًا من قِبل الحكّام الجائرين الذين سعوا إلى قمع ممارساتِهم الدينية وثقافاتهم الروحية. ولكن، ورغم ما واجهه المؤمنون من ظلمٍ وقسوةٍ، لم تفلحْ محاولات الطغاة في إطفاء نور الإيمان في قلوبهم، أو منعهم من ممارسة شعائرهم الدينية.
يؤكّد الله تعالى في هذه البشارة على أنّه لن يضيّع عباده الصالحين، وأنّ معاقل الإيمان ومراكز العبادة ستبقى شامخةً راسخةً، وستساهم بشكلٍ فعّالٍ في بناء مستقبلٍ مُشرق وسيُربّى الصالحون في هذه المراكز.
في سياق آخر، يُنبه القرآن صانعي المستقبل بأن هذا التطور المستقبلي يعتبر فرصة رائعة لكل عابد ومتدين، حيث يمكن للمؤمنين أن يستثمروا هذه الفرصة لإقامة علاقة مؤثرة مع المستقبل.