تُشير الآية الخامسة من سورة القصص إلى وعد إلهي كبير للمستضعفين في الأرض، حيث يقول الله تعالى: “ونُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ.” تُؤكد هذه الآية على إرادة الله تعالى في نصر المستضعفين وتغيير مسار التاريخ لصالحهم. فالله يريد أن يمن عليهم ويجعلهم أئمة وورثة الأرض، ويُبشر المؤمنين بتحققها. وما أكبر بُشرى المؤمنين أن الله تعالى يضمن لهم نصرة الحق، فلا يقاتلون في معركة يتخوفون فيها من الهزيمة، بل يجاهدون من أجل هدف مضمون النصر. يسهم هذا الوعد في طمأنينة قلوب المؤمنين و تحلية حياتهم.
وأمّا المستضعفون فهُمْ اولئك الذين ظلمهم المستكبرون، وحصروهم في نطاقٍ ضيّقٍ، ومنعوهم من التحرّر والإبداع، ومن التمتّع بحقوقهم الكاملة في الحياة. فالمستضعفون في عهد المستكبرين لا يملكون زمام الأمور، ولا يمكنهم أنْ يُمارسوا دورهم الكامل في خدمة الله تعالى، ونشر الخير في الأرض.
ولكنّ الله تعالى يؤكّد على أنّه سيُعزّز الصالحين، وسينصر المستضعفين، وسيجعلهم أئمةً وورثةً للّأرض.