من منظور إسلامي، ترتبط قيمة الإنسان في دوره الفعال ومساهماته في صياغة المستقبل. هذا الدور يشمل القيم الدنيوية، كالثقة بالنفس والاستمتاع بالحياة الراهنة، إلى جانب القيم الأخروية الأبدية، التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بما يقدمه الفرد من إسهامات في المستقبل. كلما زادت مساهمة الفرد وتأثيره في بناء المستقبل، كلما زاد رضاه وأمله وراحته وسلامه الداخلي، وبالتالي سعادته. كما أن الإسهام الفعال في المستقبل يمنح الإنسان حصة في ذلك المستقبل، سواء کان ذلك في الحياة الدنيوية أو الأخروية. يحصل الإنسان، كمخلوق خالد، على سعادته الأبدية من خلال دوره في بناء المستقبل. وإذا لم يكن له دور فعّال، فلن يحقق الاستفادة الكاملة من حياته. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي أن ندرك أن آثار أعمالنا تمتد إلى الحياة الآخرة أيضاً. ومن خلال اتباع تعاليم الأنبياء، والتي تؤكد بالخصوص على أهمية المساهمة في بناء المستقبل، يجب أن نكون واثقين بأن اختياراتنا وعلاقاتنا وسلوكياتنا تلعب دوراً حاسماً في تشكيل مستقبل الإنسانية. لذا، علينا أن نعيش حياة طيبة الآن ونتخذ قرارات حكيمة تحقق الخير العام.