Search
Close this search box.
  1. بيت
  2. شرط
  3. ما هي مكانة الإنسان في بناء الحضارة؟ وهل لدينا دور في بناءها؟

ما هي مكانة الإنسان في بناء الحضارة؟ وهل لدينا دور في بناءها؟

ما هي القضايا الإنسانية التي يجب فهمها لتحديد مكانة الإنسان في بناء الحضارة؟

شهد التاريخ نشوء وازدهار العديد من الحضارات، القوية والضعيفة، والتي ازدهرت لفترات ثم انقرضت تاركة وراءها آثارًا خالدة. ذكرنا أنّ السبب الرئيسي لتدهور وسقوط الحضارات يكمن في إهمالها لعلمٍ جوهريٍّ وهو “علم الإنسان”. ففي حين أولت الحضارات اهتمامًا كبيرًا بتطوير علومٍ شتّى مثل الطبّ والهندسة والعلوم العسكرية والفلك، غفلت عن “علم الإنسان”. بينما إذا كانت الحضارة تُبنى من أجل الإنسان، فمن المنطقي أن يُشكل “علم الإنسان” جوهرَ مبادئها ومعتقداتها وقوانينها وأهدافها. فهو يُساعد على تحديد مكانة الإنسان بدقة في عملية بناء الحضارة، وضمان أن تكون حضارةً إنسانيةً حقيقيةً تُراعي احتياجات الإنسان وتُلبي تطلعاته. لكن يبقى السؤال:

  1. ما هي المعلومات التي يجب أن تمتلكها حضارة لكي تكون قادرة على تحديد موضع الإنسان في بناء الحضارة والاستفادة منه في أسسها الثقافية؟
  2. لماذا نقول أن الحضارة التي لا تعرف الإنسان بشكل صحيح، تكون بصورة إرادية أو غير إرادية قد خانته خيانة عظيمة.
  3. ما هو أثر المعرفة الصحيحة بالإنسان على مصير الحضارات وعلى الإنسان نفسه؟

تتألف حياة الإنسان من ثلاث مراحل: مرحلة ما قبل الولادة، ومرحلة الحياة الدنيا، ومرحلة الآخرة. وللأسف، فإنّ معظم الحضارات البشرية، بسبب قلة وعيها، تقتصر على حصر الإنسان في مرحلة الحياة الدنيا فقط، وتهتمّ بتربيته للعيش في هذه الدنيا دون الالتفات إلى المراحل الأخرى من حياته. وعلى النقيض من ذلك، توجد بعض الحضارات التي تركز بشكلٍ مبالغٍ فيه على الآخرة، متجاهلةً بذلك أهمية الحياة الدنيا ودورها في تشكيل شخصية الفرد وصقل روحه.

في هذا المقال، سنُفصّل في بنية وجود الإنسان. فوجودنا هو ذو بعدين: جسماني وروحاني، يُطلق على البعد الروحاني اسم “النفس”. ومن المثير للاهتمام أن نعلم أن هذه النفس، أو البعد الروحاني، تتكون من خمسة أقسام ومراتب مختلفة. الحضارة التي لا تفهم هذا البناء المهم وأهمية ومكانة كل من هذه المراتب الوجودية بشكل صحيح، ستقتصر تركيزها وبرامجها على أجزاء قليلة من جسد ونفس الإنسان. ونتيجة لهذا الخطأ، قد تخطط فقط للخصائص الحيوانية أو، على سبيل المثال، التعليم، والإنجاب، والثروة، …، وتغفل عن أهم جزء من وجود الإنسان، وهو البعد الإلهي والإنساني. في هذه الحالة، ستحرم من الحب والسعادة والراحة، وهي سمات الحياة الناجحة، في عالمنا الحالي وحياتنا الأبدية.

 

 ضرورة معرفة مراحل حياة الإنسان المختلفة في تصميم الحضارات

ذكرنا أن الإنسان يمر بمراحل مختلفة منذ أن خُلق وإلى أن يصل إلى الأبدية، ومجموع هذه المراحل والأحداث تحدد مصيرنا في حياتنا الأبدية. يمر الإنسان بثلاث مراحل في حياته، كل منها مهمة ومؤثرة وتحدد مصيره. ترتبط هذه المراحل الثلاث ببعضها البعض في سلسلة دقيقة. هذه المراحل هي:

  1. مرحلة ما قبل الولادة في الدنيا
  2. مرحلة الدنيا
  3. مرحلة ما بعد الدنيا أو العودة إلى مصدر الحياة

نطلق على هذه المجموعة من المراحل الثلاث، “منحنى” أو “مخطط الخلق”، ولذلك فإنّ معرفة هذه المراحل بدقة وفهم هذا المخطط بدقة أمرٌ بالغ الأهمية. تُبنى الحضارة من أجل البشر، لذلك يجب مراعاة مصالحهم وسعادتهم الحقيقية.

أهم الأسئلة التي يجب على أيّ حضارة الإجابة عليها هي:

  1. ما هو أصل الإنسان؟
  2. من أين أتى الإنسان؟ ولماذا أتى أصلاً؟
  3. ما هي مدة إقامته هنا؟
  4. إلى أين سيعود؟
  5. لماذا سيعود؟
  6. ما هي مدة حياته هناك؟
  7. كيف ستكون أحواله في الحياة الأبدية؟ وبما تعتمد؟

إنّ الإجابة على هذه الأسئلة هي التي تحدد كيفية عمل أيّ حضارة حول الإنسان واحتياجاته، وتضع الأساس لأهدافها النهائية.

الحضارة التي تجهل أصل الإنسان لا يمكنها أن تُوفّر له السعادة والسكينة في حياته. فإذا لم تفهم الحضارة هدف خلق الإنسان ومحدودية حياته في الدنيا، ستُركز جلّ قيمتها وجهودها على حياة الإنسان القصيرة في هذا العالم، وبالتالي ستُهمل القسم الأعظم من حياة الإنسان، أي مسار عودته ومكانته في الحياة الأبدية. وبذلك، لا يمكن لمثل هذه الحضارة أن تُنظم نظامها التربوي وتشكيلاتها بحيث يعيش الأفراد حياتهم بسعادة وراحة.

الحضارة هي منزل الإنسان، و تتشكل شخصية كل فرد في الحضارة التي ينتمي إليها. إن الحضارة بالنسبة للإنسان مثل حضن الأم، حيث تعتمد جودة حياته الدنيوية والأخروية إلى رعاية وتغذية هذا الحضن الدافئ. الحضارة التي تم التخطيط لها وفقًا للمراحل الثلاث لحياة الإنسان، يمكنها أن تبني مستقبلًا ناجحًا للإنسان في الدنيا والآخرة. تُدرك هذه الحضارة الترابط الوثيق بين المراحل الثلاث لحياة الإنسان، وتؤمن بأن التركيز على مرحلة واحدة وإغفال سائر المراحل أمر عسير، بل مستحيل. ولذلك، فلا تقامر بحياة الإنسان الأبدية في معاملة رخيصة مع حياة دنياه الفانية. المحور الرئيسي للحضارة الإنسانية هو الإنسان نفسه، وتتمحور جميع قوانين هذه الحضارة حول حقيقة وجود الإنسان.

 

 أهمية المطابقة مع مبدأ البشر ومعادهم

كما ذكرنا سابقًا، يجب أن نمتلك وعيًا جيدًا بالمراحل الثلاث لحياة الإنسان لتحديد مكانته بشكل صحيح في عملية بناء الحضارة. وسنُقدم الآن شرحًا موجزًا لكل مرحلة من هذه المراحل وأهمية اعتبارها في تصميم الحضارة:

  • مرحلة ما قبل الدنيا

ربما سمعتم مرارًا أن جميع البشر كانوا في حضن الله قبل ولادتهم، لكننا لا نعرف بالضبط ما هي القصة. الحقيقة هي أننا كبشر عاجزون عن معرفة الكمال المطلق والتواصل مع الوجود اللانهائي الذي خلقنا منه، لذلك فإن الله قد خلق في أول ظهور وتجلي له كائنًا يكون مرآة لكل جوانبه وصفاته. هذا الكائن الاولي والتجلي الكامل لله كان حقيقة يُشار إليها بأسماء مثل الروح، والعقل، واللوح، والنور المحمدي، والقلم، أو بأسماء أخرى، وبالتالي فإن المثل الأعلى أو النور المحمدي هو في الواقع نفس النفخة الإلهية الأولى التي خُلق منها جميع الخلق، والفارق الوحيد بينه وبين الله هو أن الله قائم بذاته بينما المثل الأعلى هو التجلي الأعلى لله وأبرز مظهر له، الذي لم يكن له وجود مستقل بل يستمد وجوده من الله.

كما أشرنا إلى ذلك سابقًا فإن نظام الخلق كله مبنيّ على بنية رياضية، ويقوم على قواعد ومقادير. ينبثق وجود الإنسان من حقيقة تُسمى “المثل الأعلى”، وهو أول مخلوق الله تعالى. وقد خُلقت عوالم مثل الجبروت والملكوت والناسوت أو الطبيعة على أساس هذه الحقيقة الأولى تباعًا لبعضها البعض. بمعنى أن عالم الجبروت، والذي هو خلاصة أول خلقة الله تعالى، أي المثل الأعلى أو نور وجود النبي(صلى الله عليه وآله وسلم)، هو أساس خلق عالم الملكوت أو عالم الملائكة والمجردات. وعالم الملكوت، وهو خلاصة عالم الجبروت ونسخة نازلة منه، إنه أساس خلق عالم الطبيعة. أي أن عالم الطبيعة أو نظام المادة مبني على عالم الملكوت ونسخة نازلة منه.

عندما تُخلَق بذرة الإنسان في عالم الدنيا، تتجلى هذه الحقيقة عبر جميع عوالم الوجود، وتتوجه نحو جسد الإنسان لتنفخ فیه وتمنحه الحياة. تظل هذه النفخة الإلهية مأمونة داخل جسده حتى يحين وقت عودتها وولادتها من جديد في الآخرة. إن روحنا تنتقل في مسيرتها نحو الدنيا من أعلى المراتب، فتجتاز الجبروت، وبعد عبورها من عالم الملكوت، تصل إلى عالم الطبيعة أو الدنيا. نحن في أعلى المكانات وأروعها في عالمِ المثلِ الأعلى، إلى أن نصل في الدنيا وعالم الطبيعة و أسفل مراحل حياتنا. و خلال حياتنا الدنيوية، يجب أن تتلقى روحنا تربية لتتمكن من العودة بسلامة إلى المكان الذي جاءت منه.

إذن فهذا التصور الذي يفيد بأننا قد عقدنا عهدًا مع الله في عالم الذر في نفس الشكل والجنس الذي نحن عليه الآن، هو تصور خاطئ. نحن، قبل أن نولد إلى الدنيا، لم نكن نمتلك جنسًا على الإطلاق، وكنا جميعًا روحًا واحدة، وكان ذلك العهد عهدًا وجوديًا قد التزمت به فطرتنا.

إنّ الوعي بهذا الموضوع وتأثيره على تقييم الحضارات للإنسان، يحدد أهمية معرفة الذات الحقيقية؛ فالحضارة التي لا تعرف هذه الحقيقة الهامة، تعتبر أصل الإنسان مجرد نطفة بلا قيمة، وتساوي بين تخطيطها له وبين التخطيط لتربية حيوان أليف ورفاهيته.

  • مرحلة الدنيا:

يُعتبر استيعاب الدور الذي يلعبه الإنسان في تشكيل الحضارات أمرًا متأصلًا بشكل عميق في فهمنا لموقعه ضمن مسار الوجود في الدنيا. فالحياة الدنيا، وهي المرحلة الثانية في مخطط الخلق، تُمثّل السیر النزولي للإنسان من عالم الملكوت إلى عالم الدنيا أو الطبيعة، حيث يخوض أسفل مستويات الحياة.[1] وعلى غرار المرحلة التي تسبقها، تُعد الحياة الدنيا مرحلة زمنية مؤقتة ولكن بتأثير خاص فريد يكسوها رونق استثنائي، مما يجعلها فترة مصيرية في مجرى الوجود. لذلك، لاستقراء هذا التأثير علينا التأمل في مركز نمونا وتكويننا الأولي بعد تکوین النطفة، أي في رحم الأم.

يتمتع الرحم بقدرة فريدة تميزه عن بقية الأعضاء، إذ يستطيع تحويل خلية واحدة إلى كائن حي كامل في غضون تسعة أشهر.

تمتاز مرحلة الدنيا بخاصية قابلة للمقارنة بقدرة رحم الأم، ألا وهي قدرتها على تكويننا وتشكيلنا. لكنّ الفرق بينهما أن رحم الدنيا مرتبط بنفسنا لا بجسمنا. ينشأ الجنين في رحم الأم معتادًا على فضائها المظلم ومغذياتها المحدودة، دون وعي منه بالعالم الواسع الجميل الذي ينتظره خارج الرحم. خلال تسعة أشهر من الحمل، يتغذى الجنين من مغذيات الرحم شاغلًا نفسه بتكوين أعضاء جسده وجوارحه، وهو لا يعي أهمية العمل الذي يقوم به ولا يُدرك أنّ أيّ تقصير في أداء مهامّه داخل رحم الأم قد يُؤدّي إلى أنْ يُولد بجسمٍ ناقصٍ أو معاق. يعمل رحم الدنيا لآخرتنا مثلما يعمل رحم الأم، وتحدد جودة حياتنا في الدنيا تفاصيل حياتنا الأخروية. وتماما كما أن مهمة رحم الأم هي تهيئة جسم الإنسان للحياة في المرحلة التالية، فإن مهمة الدنيا هي أيضاً تهيئة نفوسنا للحياة في المرحلة التي تلي الدنيا.

إنّ إغفال الحضارات لربط مكانة الإنسان في بناء الحضارة بهذه المسألة الهامة، واعتبار الإنسان مخلوقاً فانيًا، وتحديد أهدافها وبرامجها في إطار الدنيا فقط، فإنها تكون بذلك قد ارتكبت جرمًا وخيانة مروعة في حقه؛ وكأنما هذه الحضارات تهيأ للإنسان متعة حفل قصير الأمد، ثم تتركه بلا استعداد للحياة الدائمة في منزله الأصلي، ولا توفر له الأدوات واللوازم الكافية والمفيدة لمرحلته الأبدية.

الحضارة التي لا تبني قواعدها على هذه الأسس الفكرية، لا تُقدّمُ للإنسان سوى التسلية والانشغال بالدنيا، بينما مرحلةُ الدنيا مُصمّمة للاستعداد واكتساب المهارات والقوة للمرحلة التالية.

  • مرحلة ما بعد الدنيا

لقد سبق وذكرنا أننا بعد الدنيا سنعود إلى نفس المكان الذي كنا فيه في البداية، غیر أنّ مسار عودتنا يختلف عن مسار قدومنا. كنا عند قدومنا إلى الدنيا أرواحًا طاهرة من الله تعالى، بینما تعتمد نوع عودتنا وشکلها وكيفيتها اعتمادًا كليًا على أسلوب حياتنا في الدنيا ومدى استعدادنا للعودة.

لقد كنا في ذروة السعادة عند مجیئنا إلى الدنيا، بينما قد لا يكون بالإمكان أن نعود إلى تلك النقطة العُلْيَا في مسار العودة. لقد اكتسبنا في الدنيا شوائب غيّرت شخصياتنا، وبالتالي فإننا ندخل الآخرة بما يتناسب مع الشخصية التي بنيناها في الدنيا، ونولد -بالتعبير المجازي- بما اكتسبناه. فمن اكتسب في الدنيا الرحمة والكرم، سيواجه في الآخرة وجه الله تعالى الرحمن الرحیم. ومن كان في الدنيا ظالمًا سيئ الخلق مستبدًا لا يقبل عذرًا من أحد، فعندما يعود إلى الله تعالى سيواجه صفة الجبار[2] (القوي المقتدر).

في الحقيقة، نولد في الآخرة بأَنواع مختلفة من الولادات حسب نوع الحياة التي عشْناها في الدنيا، ومقدار الاستعداد الذي قد اكتسبناه لدخول الآخرة. یعتمد نوع ولادتنا على مدى ملاءمتها لشروط الحياة في العالم الذي سندخله، فكما أنَّ الدنيا أوسع وأكثر تعقيدًا ومتاحة من رحم الأم، كان عالم الآخرة أكبر وأكثر عظمة وتعقيدًا، وله مميزاته الخاصة في الأمكانية والعظمة.

وكما يُهيّئ الجنين نفسه لدخول الدنيا من خلال عمليات النمو المتواصلة داخل رحم الأم، كذلك نحن نُهيّئ أنفسنا لدخول عالم الآخرة الأبدي اللامتناهي من خلال أدواتنا المتطورة المستمرة في رحم الدنيا. وبحسب مدى توافقنا مع شروط الحياة في الآخرة، فإننا نواجه ستة أنواع من الولادات: سليمة، سليمة قوية، ضعيفة، مريضة، ناقصة، أو معاقة. بينما لا ننال السعادة والراحة إلا في حالتين، وهي الولادة السليمة أو السليمة القوية لكي نتمتع بإمكانيات الآخرة اللامتناهية. في الولادة السليمة فإننا نحمل في الواقع كل ما نحتاجه في عالم الآخرة، بينما في الولادة السليمة القوية فإننا ندخل عالمًا جديدًا بقوة أكبر. تمامًا مثل المولود الذي يتمتع ليس فقط بصحة جسدية كاملة، بل يتمتع أيضًا بجمال أو ذكاء خاص يميزه عن الآخرين.

وأما في الولادة الضعيفة، فإننا لا نستطيع التكيّف فورًا مع شروط البيئة الحياتية التي سندخل إليها، بل نحتاج إلى وقت لتقوية أنفسنا والانضمام إلى الأصحاء. و في الولادة المريضة، فإننا نعاني من آلام العلاج وصعوبته، حسب عدد الأمراض ونوعها وشدتها. وتُعدّ الولادة الناقصة أصعب بكثير، حيث نعاني من نقص أو نواقص مقارنة بشروط الحياة في الآخرة، ممّا يُسبب لنا ألمًا ومعاناة وعذابًا دائمين نظرًا لخصائص عالم الآخرة. وأخيرًا، تعتبر الولادة المعاقة، ولادة نأتي فيها بشيء زائد عن الحاجة، ونضطر لتحمّل صعوبتها ومعاناتها إلى الأبد.

 

أين تقع الجنة والنار؟

یعتقد معظم الناس أنّ الجنة والنار مكانان مستقلان موجودان في عالم ما بعد الدنيا، وأنّنا سننتقل إليهما بعد الموت. ولكنّ هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، وليست الجنّة والنار مستقلتين عن بعضهما البعض أبداً. الحقیقة أنّه لا توجد سوى جنة واحدة، إن لم نتمكن من التأقلم مع شروط العيش فيها، فإنّها ستتحول إلى جحيم بالنسبة لنا. تمامًا مثل الجنين الذي لا تنمو أعضاءه بشكل سليم في رحم الأم، ثم لا يكون بإمكانه الاستفادة من إمكانيات الحياة في الدنيا بشكل كامل بعد ولادته.

تخيلوا أن يقدم لكم أحداً ماءا عذبا وطعاما شهيا، لكنكم تفتقرون إلى الفم والجهاز الهضمي لتناوله وهضمه. أو تخيلوا أن يفوح عطر الياسمين والنرجس في الهواء، لكنكم تفتقرون إلى حاسة الشم لتجربته والاستمتاع به. الجحيم هو كذلك، أن نعجز عن التكيف مع نظام الجنة. و ينشأ هذا العجز إن لم نبنِ خلال حياتنا الدنيا الأدوات والقدرات الكافية للاستفادة من نعم الجنة، فإننا سوف نسقط في براثن الشقاء والألم والجحيم.

 

من خلال أسلوب حياة صحيح ومعتقدات ومبادئ صائبة في رحم الدنيا، ينبغي علينا اكتساب أدوات الحياة في الجنة وامکاناتها. وإلا فإننا سنضطر إلى الانتظار والجهد لسنوات عديدة في محطات القيامة لتعويض جزء يسير مما فاتنا. تماماً كما يعاني الرضيع المريض عند ولادته، و يتحمل مشقة العلاج بناءً على شدة ونوع وعدد الأمراض التي يعاني منها. ومع ذلك، فإن الإعاقة والمرض في بعض الرضع عميقة لدرجة أنها غير قابلة للعلاج، ويتعين عليهم العيش مع هذا النقص والإعاقة حتى نهاية حياتهم. كل ذلك تنبغي الحضارة الإنسانية أن تهيء أفرادها بينما لو کنا نعیش في حضارة إنسانية، لأعطينا لأنفسنا معنى الخلود وأعددنا أنفسنا لحياة أبدية.

[1] . التين، 5:  ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ

[2] . القوي المقتدر القهار ، من يجبر الكسر

المشارکة

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

هذا هو عنوانه

۲۲ مرداد ۱۴۰۳

لورم ايبسوم مادة تعليمية بسيطة لتوليد مفهوم ايبسوم صنع لورم ايبسوم هو مفهوم تعليمي بسيط لتوليد ابسوم لورم صنعت شاب إن مادة لورم ايبسوم التعليمية مع إنشاء مفهوم بسيط للصناعة هي مادة لورم ايبسوم.

الرد

ميبسندم

لا يوجد اسم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *