شروط ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف): دراسة متعمقة
تعتبر شروط ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) مسألة معقدة ومتشعبة تتطلب دراسة متأنية ومتعمقة. من المقرر أن يخرج أعظم منقذ للعالم من غيبته ليقود العالم إلى أوج السعادة، وليزيل أحزان وآلام البشر ويمنحهم حياة هنيئة. كما أنه من المتوقع أن يصل الإنسان إلى أقصى درجات الكمال، وأن يغلب جانبه الإنساني النبيل على جميع جوانبه الدنيا.
ولكن، هذا الحدث العظيم لا يتم بمحض الإرادة، بل الحقيقة أن هناك عدوًا قويًا ومستمراً يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يمنع وقوع هذا الحدث العظيم. فهو يخشى هذا التغيير الجذري، ويستخدم كل الوسائل المتاحة من نفوذ وثروة وقوة عسكرية لإحباط هذا التطور الروحي الكبير، وعرقلة ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف).
تتصل جذور هذه الحادثة بأصل الخلق البشري، فحين خلق الله الإنسان، أمر الشيطان بالسجود له، إلا أن الشيطان عصى هذا الأمر و طرده الله عز وجل. هنالك بدأ حقد الشيطان على الإنسان، وبما أنه ظن أن الإنسان هو سبب طرده من رحمة الله، عزم على إضلاله وإفساد نسله. استعطف الشيطان ربه، متوسلاً إليه أن يمنحه مهلةً لِيُضِلّ البشر، لِيُتيح لهم فرصة الاختيار ويتسنى لهم اجتياز امتحان الحياة. وقد استجاب الله تعالى لطلبه، مقيداً إياه بزمان محدد[1]، كما ورد في سورة الأعراف: “إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ[2]“. أي إلى يوم معلوم ومحدد، وتؤكد التفاسير القرآنية المعتبرة أن هذا الوقت المعلوم الذي ينتهي فيه سلطان الشيطان وتنتهي فيه إغواءاته هو يوم ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف).[3] أي أن الشيطان لن يتمكن من إضلال البشر إلى الأبد، بل سيأتي هناك يوم ينتهي فيه نفوذه وتنتهي فيه مهمته.
إن جوهر القضية لا يتمثل في الانتظار لمجيء الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، بل يكمن في عملنا الجاد والمؤثر لمجيئه. فالشروط اللازمة لظهور الإمام لا تتأتى بمعجزات سماوية، وإنما تتطلب جهودًا بشرية مخلصة. علينا أن نبذل سلسلة من الأفعال والأعمال، وأن ننوي الإصلاح ونوفر الأسباب والمقدمات اللازمة التي تسارع بقدوم خاتم الأئمة من ولد خاتم الأنبياء(صلى الله عليه وآله وسلم). فلا يجوز لنا أن نبقى مكتوفي الأيدي و ننتظر معجزة سماوية تغير مجرى الأحداث، بل يجب علينا أن نتحرك ونعمل لتهيئة الظروف المناسبة لظهور الإمام المنتظر. إن الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) ينتظرنا منذ قرون طويلة، وحيدًا شريدًا طريدًا لعلنا نستيقظ من غفلتنا ونعمل جاهدين لإعداد الأرض لظهوره المبارك.
إن إحضار الإمام وتوفير الظروف الملائمة لظهوره يتطلب سلسلة مترابطة من الأعمال الجهادية، منها الجهاد الأكبر (جهاد النفس) والجهاد الأصغر(جهاد السيف)، والسعي لتقوية جبهة الحق، والدعاء والاستغاثة. فما دامت هذه الأعمال لم تُنفذ، فإن حقيقة الظهور ستبقى بعيدة المنال.
الجهاد في العالم الداخلي
غالباً ما يتوهم الناس أن تمهيد الظروف لظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) مقصورٌ على الأوضاع العالمية المحيطة بنا، كالأحوال السياسية والاجتماعية والعالمية، بينما الحقيقة هي أن أهم الاستعدادات والشروط لظهوره الشريف ينبغي أن تتجسد في عالمنا النفسي الداخلي، لا في عالمنا الخارجي الملموس.
ما دامت النفوس البشرية لم تستعد لاستقبال أكمل إنسان في الكون أي الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، فإن أي جهد يُبذل لتسريع ظهوره سيكون عقيماً وغير مثمر. إن مهد ظهور الإمام هو قلوبنا، وليس هذه الكرة الأرضية فحسب؛ فكما أن النار تتناقض مع الجنة ولا يمكن أن تدخلها، فإن وجود الإمام مع نار الرذائل والذنوب في قلوبنا أمر مستحيل. والقلب الذي لم يزل مشتعلاً بنيران الرذائل كالحقد والغضب والكذب والنميمة و غيرها، ليس مستعداً ولا قادراً على استقبال الإمام فيه، بل إن الإمام يحترق في لهيب هذا القلب، والقلب الملوث بنجاسات النفاق والحسد والشر لن يحتمل طهارة الإمام. لذلك، ما دامت قلوبنا لم تتطهر من دنس الرذائل والذنوب، ولم تتزين بالفضائل والأخلاق الكريمة، فإن أسباب وشروط ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) لن تتوفّر.
إن أشد شروط الانضمام إلى صفوة الصالحین الذين يساهمون في ظهور المخلص الموعود العالمي، هو تهذيب النفس وتزكيتها وتقويتها. فالقلب الطاهر هو الحرم الآمن للإمام المهدي، ولا يمكن لأحد أن يساهم في تهيئة ظروف ظهوره إلا إذا كان قلبه طاهرا من الشوائب. ومهما بلغ الإنسان من المراتب الدنيوية، إذا لم تكن نيّاته مطهرة، فإن جحيمه واسع وسع الأرض، وسيصبح في من الطواغيت في النهاية. إن أعمال الإنسان رغم صلاحها، لا قيمة لها إلا إذا كانت خالصة لله تعالى، و تُقبل بحسب النية وطهارة القلب.
إن أصغر خطوة يتخذها فرد يسعى إلى تهذيب نفسه استعداداً لظهور الإمام، تكون أثمن وأجدى وأكثر تأثيراً في مصير الأمة، مقارنة بأعظم الأعمال التي يقوم بها فرد آخر مدفوعاً بهواجسه النفسية. إن كل ذنب نرتكبه، وكل صفة سيئة تتجذر فينا، هي كصخرة تعيق ظهور الإمام المنتظر. ولذلك، فإن أول ما يجب علينا فعله قبل الشروع في أي عمل آخر هو إزالة العقبات التي وضعناها بأنفسنا في طريق ظهوره، ثم ننتقل بعد ذلك إلى معالجة العقبات الأخرى.
غير أنه يوجد هنا خطر داهم؛ يحاول الشيطان أن يخدعنا ويغرينا بأن نقصر اهتمامنا على تهذيب أنفسنا، زاعماً أننا بذلك نكون قد قمنا بدورنا في إزالة العقبات التي تحول دون ظهور الإمام. ولكن هذا الاعتقاد خاطئ، فتهذيب النفس ليس سوى ركن أساسي في تهيئة الظروف لظهور الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف).”
الجهاد في العالم الخارجي
تتوقف توفر ظروف ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) على جهود المنتظرين الصالحين في آخر الزمان. ومن أهمّ صفات المنتظر الحقيقي أنه يتحلى بالتوازن في جميع جوانب حياته و أداء متزامن لواجباته لكي يلتحق بصفوف الصالحين. لا يمكن للمنتظر أن يقتصر على تهذيب النفس وحده، متجاهلاً أنواع الجهاد الأخرى، ولا أن يركز على الجهاد العسكري والاجتماعي والسياسي والاقتصادي دون الاهتمام بجهاد النفس. فهذان النوعان من الجهاد هما كجناحي طائر لا يمكن لأحدهما أن يحلق به دون الآخر.
إن المنتظر الصالح لا يكتفي بالعمل على تطهير نفسه فحسب، بل عليه أن يشارك في الجهاد في سبيل الله في جميع المجالات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. كما أنه لا يكتفي بالجهاد في المجالات الخارجية، بل يجب عليه أن يجاهد نفسه ويقاوم شهواتها وهواها.
إن المنتظر ليس مسؤولا عن نفسه فحسب، بل يمتد تكليفه ليشمل كافة البشرية. فهو يحمل على عاتقه مسؤولية نصرة المظلومين في أنحاء العالم، والتخفيف عن معاناتهم، والعمل جاهدًا على تحريرهم من نار الظلم والاستبداد. بالإضافة إلى ذلك، لا يكتفي المنتظر بالتعاطف والتضامن مع المظلومين، بل يسعى بكل ما أوتي من قوة وإمكانات وقدرات وموارد إلى نصرتهم ودعمهم في ساحة العمل. فهو في صراع دائم مع نفسه وأهوائها، وفي الوقت نفسه يواجه أعداء الله وأعداء الإنسانية، مدركاً أن الشيطان مهما تنكر وتلون، يبقى عدوًا لله وعباده، وحاجزًا دون ظهور الإمام المهدي(عليه السلام)، ولذا فهو يعمل جاهدًا على هزيمته وإضعافه تمهيدًا لظهور الإمام المنتظر.
يقف المؤمن المنتظر شوقًا لتسريع فرج مولاه الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) في صدارة جميع ساحات الجهاد؛ الجهاد العسكري والسياسي والثقافي والاجتماعي والعلمي وغير ذلك. فهو لا يسكت عن الفتن، بل يحرص على مواجهة جبهات النفاق، متحصنًا من غوايات الفتن الكبرى والصغرى. فكل بيئةٍ هي أرض خصبة لنمو بذور النفاق، ابتداءً من أصغر وحدة اجتماعية وهي الأسرة، وامتدادًا إلى القبيلة والأصدقاء والمدرسة والعمل والجامعة والمدينة والبلد والعالم أجمع.
ويأتي التأكيد على علاج النفاق من جذوره لسببٍ وجيه؛ فالشخص الذي لا يحمل في نفسه بذور النفاق والظلم لا يمكن أن يمارسه على الآخرين، ولا يتحمل رؤيته عند غيره. فالمؤمن البصير لا يفرق بين أن يجاهد بسيفه في المعركة، أو بقلمه في ساحات التبيين والتنوير، فكلا السلاحين أداةٌ لنصرة الحق ومحور جهاد المؤمن ويكمن في أولويات زمانه ومكانه.
لا بد لنا أن ندرك أن ظروف ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) تترافق مع اصطفافاتٍ واضحة بين الحق والباطل قبيل ظهوره. فكل إنسان يجد نفسه حتمًا في أحد هذين الصفين: صف الشرك أو صف التوحيد. وجميع الأحداث والفتن التي تسبق ظهور الإمام(عجل الله تعالى فرجه الشريف) تهدف إلى ترسيخ هذه الحدود الفاصلة بين الحق والباطل، وتمييز أهل الحق عن أهل الباطل. فعلى سبيل المثال، أحداث مثل “طوفان الأقصى” وكشف ستار الاستكبار العالمي، تعدّ خطوطًا فاصلة واضحة بين الحق والباطل. فكل فردٍ في العالم يظهر من خلال موقفه الداعم لأحد هذين الصفين ما إذا كان من أهل الشرك أو من أهل التوحيد، أو من أهل الجهاد أم من أهل الكسل والتقاعس، ومن أهل الرحمة أم من أهل اللامبالاة والفتور.
سلطة جبهة الحقّ وتقويتها
إن أهمّ الشُّروط لظهور الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف، تَسَيُّدُ جبهة الحقّ وتقويتها. من أعظم البشائر التي وردت في القرآن الكريم مرارًا وتكرارًا، هي مسألةُ ميراث الأرض. يقول الله تعالى في سورة الأنبياء: “وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصَّالِحُون إِنَّ في هذا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عابِدين”[4] وفي سورة القصص يقول تعالى: “وَ نُريدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثين.”[5]
المحور الأساسي في هذه الآيات هو مفهوم “ميراث الأرض”. يبعث الله تعالى لنا، باختياره لكلمة “ميراث” رسالة رمزية عميقة. فمفهوم الميراث يرتبط حتمًا بوقوع الموت، ليتمكّن الوارث من الحصول على الميراث. ولا شك أن مالكي الأرض في الوقت الحاضر هم مجموعة من المستكبرين المجرمين الذين استولوا على زمام الأمور. ولكن الحقيقة هي أن حركة التاريخ تسير باتجاه إضعاف هؤلاء المستكبرين تدريجيًا، إلى أن يتمكن الصالحون من هزيمتهم، وتعود الأرض التي اغتصبوها بعد زوالهم، إلى أحضان الصالحين والمستضعفين. والآن، ينبغي لنا أن نتساءل: كيف يمكن لمجموعة من الضعفاء أن تهزم جبهة المستكبرين الأقوياء وتسحقها؟
واضحٌ جليًا أن بلوغ هذا الهدف المشروع لا يتأتى إلا بتبوء الصالحين في آخر الزمان مكانةً مؤثرة وقوةً ذات شأن. ولابد لنا أن ندرك أن تحقق شروط ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) ووفاء الوعد بإرث الأرض مرهون بتمكين أصحاب آخر الزمان، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالجهاد والمقاومة. إن مشيئة الله تعالى تقدّر أن هذا الحدث العظيم يكون ثمرةً لتعب وجهد المجاهدين الصالحين، وليس مجرد إعجازٍ أو تدخل إلهي مباشر.
إنّ المستضعفين هم الذين قد دُفعوا إلى الاستضعاف، وعاث الظالمون في حياتهم الطبيعية فسادًا. إننا جميعًا مستضعفون، إذ تضررت حياتنا الطبيعية بغياب تربية الإمام المعصوم وحكومته، وحُرمنا من رعايته وهدايته. ولذلك يتعين على جبهة الصالحين في آخر الزمان أن تبلغ من القوة مما يجعلها قوة متعددة الأبعاد والجوانب، تشمل الأبعاد العسكرية والسياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية وغيرها، لتتمكن من قهر المستكبرين في العالم، وتحطم أركان سلطتهم الوهمية. لقد تحقق جزء كبير من هذا الوعد حتى الآن، فما حدث في “طوفان الأقصى“، وما يسمى بـ “الوعد الصادق“، خير دليل على ذلك؛ والحقيقة هي أن من أهم شروط ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو شجاعة الصالحين وقوتهم الفائقة في مختلف المجالات.
الملخص
إن مقام الانتظار مقام شاقٌ، ذلك أن المنتظر عليه أن يتحمل أعباء متعددة في آن واحد، وأن يوازن بين جوانب شتى. فشروط ظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف) تتكامل و تتضافر، ولا يكتمل معنى أي منها إلا بوجود الآخرين. والجمع بين الجهاد الأكبر والجهاد الأصغر، وبين تقوية جبهة الحق، ليس بالأمر الهيّن، بل يتطلب جهدًا مضنياً ودقة متناهية. ومن الجدير بالذكر أن كل هذه الجهود لا تثمر إلا إذا اقترنت بالشرط الأخیر وهو الاضطرار والاستغاثة.
كيف يمكن لفرد أن يدعي محبة الإمام وسعيه لظهوره، وهو لا يشعر بحاجة ماسة إليه ولا يضطره الواقع إلى ذلك؟ ما دام الإنسان لم يذق مرارة الغيبة ولم يشعر بعجز نفسه وانكسارها لغياب الإمام، لن يستطيع أن يجاهد جهاداً صادقاً في مختلف المجالات. ومن المؤسف أن يظن البعض أن الجهاد وحده كافٍ، مع أن سر نجاح الجهود وتحصيل الثمار يكمن في الاستغاثة بالإمام والاشتياق إليه.
تتجلى حقيقة جهاد المنتظر بلا شك في عمق اضطراره للإمام واستغاثته بقدومه. إن الاستغاثة هي سرّ الظهور، وهي أسمى درجات الحاجة والإلحاح في طلب الإمام و تتجاوز الدعاء العادي، لتصل إلى أقصى مراتب النضج والكمال في الدعاء، إلى أن تتحول إلى اضطرار لا يهدأ وطلب لا يلين. والاضطرار هنا هو حال أب حزين على فقدان ولده، وحال ولد شريد لفقده أبيه، وحال أم منتظرة نبأ حياة أو موت ولدها .وما دام المرء لم يصل إلى هذا المستوى من الاضطرار، فإنه لا يكون أهلاً للاستغاثة، ولا ينال بركاتها.
إنّ الاستغاثة هي بمثابة الإكسير السحري الذي يُعجل بظهور المنجي قرونًا عديدة. فكما عانى بنو إسرائيل أربعمائة عام من غياب منقذهم، ثم تمكنوا بفضل استغاثتهم الصادقة لمدة أربعين يومًا من تقصير مدة الغيبة مائة وسبعين عامًا، فأرسل الله إليهم موسى عليه السلام؛ كذلك، فإنّ جهادنا المتواصل يُمهد الطريق لظهور الإمام، ولكن الاستغاثة هي الدواء المعجل الذي يكمل إعجاز الجهاد ويُسارع بقدوم النصر. إذن، يتعين علينا أن نردد مع أنفسنا باستمرار بأن المنقذ لن يأتي من تلقاء نفسه، بل يُؤتى به بجهودنا. وعلى المنتظر أن يتسلح بأربعة أسلحة: جهاد النفس، والجهاد في سبيل الله، وتقوية جبهة الحق، والدعاء المستمر بظهور الإمام. ومن خلال تطبيق هذه الشروط، يمكن للمؤمن أن يكون من الصالحين الذين يعجلون بظهور الإمام المهدي(عجل الله تعالى فرجه الشريف)، ويرثون الأرض بإعادته إلى منصب الحكومة والهداية.
[1] سورة الأعراف الآية 15.
[2] سورة الحجر، الآيات 38-36
[3] بحارالانوار، ج۵۲، ص۳۷۶/ العیاشی، ج۲، ص۲۴۲/ دلایل الإمامهْ، ص۲۴۰/ منتخب الأنوارالمضییهْ، ص۲۰۳
[4] سورة الأنبياء، الآيتان 106 و 105
[5] سورة القصص، الآية 5