تاريخ المقاومة في فلسطين

الصفحة الرئيسية / تاريخ المقاومة في فلسطين

لماذا تستمر المقاومة في فلسطين؟

قد يتبادر إلى ذهن البعض تساؤل عن سر صمود الشعب الفلسطيني.

لماذا، رغم كل ما يعانيه هذا الشعب من صعاب ومآس وجرائم، لا يتخلى عن أرضه الصغيرة، ويلجأ إلى مكان آخر لينعم فيه بالأمان؟

ما الذي يدفع يحيى السنوار، وهو في لحظات حياته الأخيرة، إلى عدم التراجع عن رمي حتى قطعة خشب نحو طائرة انتحارية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي؟

أليس من الواضح أنه لا يستطيع أن ينقذ نفسه بفعله هذا؟

ألا يدرك قادة المقاومة في فلسطين حجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني الأعزل في سبيل خيار المقاومة؟

لماذا لا ينهي الشعب الفلسطيني 75 عاما من الحرب اليومية بالتخلي عن آخر معاقله؟

هل الأرض في الفكر الإسلامي أغلى من أرواح الناس وحياتهم؟

للوصول إلى فهم صحيح لأسباب المقاومة في فلسطين، يجب أولا الإلمام بتاريخ فلسطين وتاريخ المقاومة فيها.

No posts found

تاريخ المقاومة في فلسطين

تتمتع فلسطين بمكانة فريدة في التاريخ والأديان. فهي الأرض المباركة الوحيدة التي تحظى بقداسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام. اليهود يعتبرونها “الأرض المقدسة” و”أرض الميعاد”. بينما في المسيحية، فلسطين هي مهد المسيح عليه السلام، وموطن السيدة مريم عليها السلام ومكان عبادتها. وبالنسبة للمسلمين، هي تحتضن المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.

ليس غريبًا أن تستغل إسرائيل هذه الأهمية الدينية والتاريخية لفلسطين كذريعةٍ لاحتلالها، مدعيةً أنّها “أرضها الأجداد”؛ بينما الحقيقة أنّ بني إسرائيل هم من أحفاد النبيّ إبراهيم عليه السلام، وموطنهم الأصليّ هو “أور” بالقرب من جنوب بلاد الرافدين.

خلافا للإعلام الغربيّ، لا يقتصر تاريخ المقاومة في فلسطين على صمود الشعب الفلسطيني في وجه الكيان الصهيونيِّ بعد “نكبة” عام 1948 فحسب. بل هو صراعٌ قديمٌ بين الحقِّ والباطل، بين التوحيد والكبر. إنّها حربٌ جوهريةٌ مرتبطةٌ بالاختلاف الجذريّ بين هذين الطرفين، وستستمرُّ إلى أن ينتصر أحدهما، أو يتحول أحدهما إلى الآخر.

No posts found

الدول المتحالفة مع المقاومة في فلسطين

تزامناً مع تصاعد الاحتلال في فلسطين، تطورت المقاومة الفلسطينية بخطى ثابتة، متجاوزة حدود الأراضي الفلسطينية وجدران غزة، لتتحول إلى شعلة متقدة في قلوب جميع المناصرين للحقِّ حول العالم. ونتيجة لذلك، تشكلت جبهة مقاومةٍ تضمّ دولًا مثل إيران واليمن ولبنان والعراق وفلسطين وغيرها.

ما بدأ كمجموعات شبه عسكرية صغيرة استهان بها العالم واعتبرها بلا تأثير حقيقي، أثبت قوته للعالم بأسره بعد أحداث 7 أكتوبر، حيث أظهرت المقاومة الإسلامية قدرتها الحقيقية. لقد أُثبت أن هذه المقاومة، التي بدت وكأنها تخبو تحت نيران الاحتلال، تنهض من جديد وتشتعل لتعيد رسم المشهد، مؤكدة أن فلسطين هي المفتاح السريّ الغامض للظهور والنهوض الكبير.

لكنّ العدوّ اللدود والمُقسِم للمقاومة لم يهدأ، واستمر في تطوير أساليبه وتوسيع نطاق معركته. فقد أصبحت المعركة اليوم تعتمد على استراتيجيات حديثة وأدوات أوسع نطاقًا، مما يجعل التعرف على هذه التكتيكات وفهمها أمرًا ضروريًا للوصول إلى النصر الحتمي.

إن دور دول مثل بريطانيا والسعودية والولايات المتحدة في تاريخ احتلال فلسطين من قبل الصهاينة، ودراسة مكاسب وخسائر كل دولة من هذا الاحتلال، يعد مسألة بالغة الأهمية لفهم الأسباب الكامنة وراء هذا الحدث التاريخي.

فما الذي جعل احتلال فلسطين هدفًا استراتيجيًا أساسيًا للصهيونية العالمية؟ وما هي الدور الذي لعبته هذه الدول في تحقيق هذا الهدف؟

No posts found