يُعتبر الإنسان كائنًا فريدًا، يحمل في طيّاته رغبة فطرية جامحة في الخلود والبقاء، وهذه الرغبة تنبع من أصله الإلهي، حيث أن الله تعالى نفخ فيه من روحه، مُضفيًا عليه سماتٍ إنسانية سامية. تجلى هذا الأصل الإلهي في كيان الإنسان، مما جعله يُفكّر بعمقٍ في مصيره والمستقبل. ومن هنا، تبرز أهمية مفهوم “الرؤية المستقبلية” الذي شغل عقول البشر عبر التاريخ. تزداد أهمية النظر إلى المستقبل في سياق تعاليم الأنبياء والرسل الذين دعوا أتباعهم للتفكير المستقبلي. يُولد الإنسان حرًا مختارًا، مكلفًا بخلق مستقبله، وتتضمن هذه الحرية مسؤولية عظيمة حيث ينبغي أن يسعى جاهدًا لتحقيق الخير والعدل والسلام في بناء مستقبل مزدهر.