مقدمة حول بروتوكولات حکماء صهيون وأهداف اليهود الصهاينة من تصميم هذه البروتوكولات
هل سمعت من قبل عن بروتوكولات حکماء صهيون ؟ كلمة “بروتوكول” تعني مجموعة من القواعد أو الاتفاقيات أو المعاهدات الرسمية التي تُعقد بين عدة دول. أمّا بروتوكولات حکماء صهيون فهي عبارة عن خطط ومؤامرات نسبت إلى مجموعة من المفكرين والحاخامات اليهود للسيطرة على العالم. لقد وضع اليهود هذه الخطط لتدمير المسيحية وبلاد البابا، ثم الإسلام والمسلمين. يعتقد الصهاينة أنهم سيسيطرون على العالم بعد هذا الدمار، الذي يعتقدون أنه سيستمر مئة عام، ويؤسسون مملكة يهودية-داوودية، ولن يتركوا أي دين آخر بجانب دينهم.
تم تصميم هذه البروتوكولات منذ زمن بعيد وهي قيد التنفيذ. السبب في أن بروتوكولات حکماء صهيون متاحة لنا اليوم هو أن الصهاينة اليهود ارتكبوا خطأ في عام 1897، حيث تم تسريب محتوى مؤتمر سري للصهاينة برئاسة “ثيودور هرتزل” في مدينة بازل بسويسرا، ووقعت هذه البروتوكولات السرية في النهاية في يد الشرطة السرية للقيصر الروسي. بعد عدة سنوات، تمت ترجمة هذه البروتوكولات بواسطة رجل دين مسيحي إلى اللغة الروسية ودخلت مكتبة المتحف البريطاني في لندن؛ ومن ثم تمت ترجمتها إلى لغات أخرى وتم تناولها بشكل موسع. تتكون محتويات بروتوكولات حکماء صهيون من 24 بندًا، والتي سنتناولها في القسم التالي.
على الرغم من أن محتوى البروتوكولات مهم جدًا، إلا أن ما هو أكثر أهمية هو العثور على الجذور الفكرية التي انبثقت منها هذه البروتوكولات والتعرف عليها. ما هو مكتوب في هذه البروتوكولات والذي يثير دهشة القارئ لن يكون غريبًا على من قرأ تاريخ بني إسرائيل وتاريخ الصهيونية. الصهاينة اليهود هم أحفاد نفس الشعب الذي حرّف توراة النبي موسى وكتب عدة مجلدات تحت عنوان الكتاب المقدس، ليجعلوا معتقداتهم المسمومة والمنحرفة تبدو كأنها دين ويقنعوا الناس بها. كُتبت بروتوكولات حکماء صهيون بلغة نفس الشعب الذي كان الأنبياء ضحايا لشهواته و غروره وعناده. إن المعتقدات الخطيرة لليهودية المحرفة، التي تجسدت في بروتوكولات حکماء صهيون ، هي نتاج التحريف الذي أصاب الشريعة التوحيدية للنبي موسى. واليوم، تحولت هذه الأفكار إلى سرطان متفشٍ يهدد العالم بأسره. تابعونا لمزيد من المعلومات حول هذا الموضوع.
المحتوى الرئيسي لبروتوكولات حكماء صهيون
تتكون بروتوكولات حکماء صهيون من 24 بندًا، حيث تشير إلى العديد من القضايا المهمة، ولكن هناك بعض الموضوعات التي تم التأكيد عليها بشكل أكبر وتم تناولها بشكل متكرر[1]. في هذا القسم، سنستعرض هذه الموضوعات ونقدم بعض الاقتباسات من البروتوكولات ذات الصلة.
الشعب المختار
عند قراءة بروتوكولات حكماء صهيون، يتضح جلياً الشعور بالفوقية الذي يسيطر على هذا الشعب. فالمحتوى الغالب لهذه البروتوكولات يتمحور حول إعلان سيادة اليهود وتفوقهم على جميع الشعوب والأديان في العالم.
على سبيل المثال، في البروتوكول الخامس، ورد أن “الأنبياء قالوا إننا شعب مختار من قِبل الله لنكون حكاماً على العالم. وقد منحنا الله ذكاءً خارقاً لنضطلع بمسؤولية قيادة العالم”. وفي البروتوكول الحادي عشر، يصفون غير اليهود بأنهم “قطيع من الأغنام، بينما نحن الذئاب التي تفترس هذا القطيع. وكما تعلمون، عندما يهاجم الذئب القطيع، ماذا يمكن أن يحدث؟”
أما في البروتوكول الخامس عشر، فيكملون هذا الفكر بقولهم: “لقد أثبت حكام شعبنا في الماضي بعد نظرهم حين قالوا إنه لتحقيق الأهداف الكبرى، يجب استخدام جميع الوسائل، حتى لو تطلب ذلك التضحية بعدد كبير من الضحايا. الموت أمر لا مفر منه للجميع، لذا من الأفضل تسريع موت أولئك الذين يقفون عقبة أمام تنفيذ خططنا، والقضاء عليهم”.
وفي البروتوكول الثالث عشر، وردت عبارة تشير إلى أن “كلمة التقدم ليست سوى فكرة مغلوطة تخفي الحقيقة، ولا يمكن لأحد فهم ذلك سوى نحن، الشعب المختار من قِبل الله. نحن من قاد البشرية، خطوة بخطوة، وفقاً لخططنا السياسية على مر القرون”.
أما في البروتوكول الرابع عشر، فجاء النص بوضوح: “عندما يبدأ عهد حكمنا الملكي، يجب القضاء على جميع الأديان باستثناء ديننا. لا شك أن مصيرنا كشعب مختار مرتبط بوجود الله”.
وفي البروتوكول الخامس، أشاروا إلى أن “توجيه فكر الشعوب غير اليهودية، باستخدام الخطباء والنظريات المغرية، هو مهمة يديرها خبراؤنا ومديرونا. وفي التخطيط للبرامج السياسية والتعاون بيننا، لا يوجد لنا منافس”.
هذا التصور الوارد في البروتوكولات يعكس بوضوح العقلية التي تسعى لتبرير التفوق والهيمنة، وتجعل هذه الوثائق محوراً مثيراً للجدل والتحليل.
تفكيك وإبادة غير اليهود
من أبرز المهام التي يسعى إليها اليهود لتحقيق السيطرة العالمية هي إزالة أكبر عائق أمامهم، وهو الدول غير اليهودية. لتحقيق هذا الهدف، وضعوا العديد من النظريات والخطط، وبدأوا بتنفيذ بعضها بالفعل. البروتوكولات الصهيونية تكرّر الإشارة إلى هذا الأمر، فعلى سبيل المثال، ورد في البروتوكول الخامس: “علينا أن نثير الشقاق العميق بين الأحزاب، وأن نقضي على أي إبداع أو مبادرة فردية لا تخدم مصالحنا”. كما يسعون إلى فرض الاحتكار ونشر النزعة الاستهلاكية والترف المفرط، مع زيادة الاحتياجات الوهمية بين الناس. ولإضعاف غير اليهود حول العالم، يعتمدون على خلق الفوضى وإثارة الفتن والنزاعات، مما يتيح لهم استغلال الظروف بشكل مضاعف.
الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف تتمثل في إخضاع الدول الأخرى لسيطرتهم ونفوذهم، ليتمكنوا لاحقاً من إحداث الفوضى حينما يرغبون، أو فرض النظام الذي يناسبهم. أما الخطوة الثانية، فهي إشعال الصراعات السياسية والاقتصادية، وإغراق الدول في الالتزامات المالية، ودفعها إلى مواجهات متبادلة. لتحقيق ذلك بنجاح، يعملون على تعزيز وجودهم بذكاء في جميع الاجتماعات والمفاوضات الدولية التي تهدف إلى تحقيق السلام، مع تقديم أنفسهم كدعاة للتوافق. وفي حال اعتراض أي دولة، فإنهم يسعون ليكونوا أقوياء بما يكفي لتهديد حتى جيران تلك الدولة بالحرب، و لا يترددون في إشعال حرب عالمية إن لزم الأمر.
في البروتوكول السابع عشر، تحدثوا عن ضرورة القضاء على قادة المسيحية، بما في ذلك محاولات تدمير الكنيسة والبابا، لأنهم يريدون أن يكونوا القوة الوحيدة المهيمنة. ولتحقيق ذلك، تظاهروا بالصداقة مع المسيحيين، لكنهم عملوا سراً على القضاء عليهم.
أما البروتوكول الثالث عشر، فقد كشف عن خطة غريبة، حيث قالوا: “لقد دمرنا الأخلاق في المجتمعات، وقمنا بدفعهم إلى إنكار الله، وأشعلنا فيهم نيران الفوضى والاضطراب. وبعد إقامة حكومتنا العالمية، سنكون ملزمين بإحياء تلك المجتمعات التي قضينا عليها بأنفسنا”.
وفي البروتوكول العاشر، جاء النص: “نعمل بهدوء على تمهيد الطريق لتدمير الدول غير اليهودية، ثم ننتزع السلطة من أيديهم. بعد ذلك، سنقوم تدريجياً وبشكل غير ملحوظ بإلغاء المبادئ الدستورية لدولهم. وعندما يحين الوقت المناسب، سنضع حكمنا المطلق مكان جميع الحكومات الأخرى”.
هذه الاستراتيجيات تعكس خططاً ممنهجة للسيطرة على العالم وإخضاع الشعوب، وهي دعوة واضحة للتفكير في أبعاد تلك البروتوكولات وتحليلها.
الثروة
لطالما كانت الثروة والانتماء العرقي عاملين رئيسيين في شعور اليهود بالتفوق والفخر على الآخرين. فهم يتباهون بثرواتهم وأصولهم العرقية، ويعتقدون أن هذين العاملين يمكن أن يمنحاهم السيطرة على العالم بأسره.
تشير البروتوكولات الصهيونية مراراً وتكراراً إلى أهمية الثروة في تحقيق أهدافهم. ففي البروتوكول الأول، ورد أنهم لتحقيق الانتصار بسرعة، يجب علیهم التركيز على “أعصاب العقل” الأكثر حساسية لدى البشر، وهي: حب جمع الثروة، عبادة المال، والرغبة الجامحة في إشباع الاحتياجات المادية بطرق متنوعة.
أما في البروتوكول الثاني، فقد جاء النص ليعبر عن شعورهم بالارتياح الكبير، حيث قالوا: “إنه من حسن حظنا أننا نملك إلى جانب الصحافة، الذهب أيضاً. لكن ينبغي التذكير بأننا لم نحصل على هذين العاملين بسهولة، بل ضحينا بالكثير وقدمنا تضحيات هائلة، واجتزنا بحارا من الدماء والدموع للوصول إليهما”.
السيطرة على وسائل الإعلام
عند استعراض محتوى البروتوكولات الصهيونية، يتضح أن الهدف الأساسي لليهود هو التحكم بفهم وإدراك الشعوب. ولتحقيق هذا الهدف، أولوا اهتماما خاصا بالإعلام والصحافة، ووضعوا خططا دقيقة ورصدوا ميزانيات ضخمة لذلك.
في البروتوكول الحادي عشر، ورد أن “الصحافة لن تتمكن من نشر أي خبر دون موافقتنا، لأن جميع مراكز الأخبار العالمية تحصل على معلوماتها من عدد محدود من المصادر. وهذه المراكز ستقع قريباً تحت سيطرتنا بالكامل، وستنشر فقط ما نُمليه عليها في جميع أنحاء العالم”. وأشاروا أيضاً إلى أنه بمجرد تنفيذ التدابير التي خططوا لها بشأن الإعلام، ستصبح عقول وأفكار غير اليهود تحت سيطرتهم. وسيرى هؤلاء العالم من خلال “عدسات ملونة” يضعها اليهود أمام أعينهم، لتشكل تصوراتهم وفقاً لما يخدم مصالحهم.
أما في البند الثالث عشر من البروتوكولات، فقد جاء النص ليؤكد أن “حاجة غير اليهود إلى قوتهم اليومي ستجبرهم على الصمت والخضوع، لينضموا إلى صفوف خدمنا المطيعين. وسنختار من بين هؤلاء أشخاصاً نرسلهم للعمل في الصحافة”. وأضافوا أن “غير اليهود أشخاص ضيّقو الأفق، غير قادرين على فهم أبسط القضايا السياسية.
أسلوب الإدارة والحكم
في دراسة البروتوكولات الصهيونية، يظهر بوضوح أسلوب الإدارة والحكم الذي يخطط له الصهاينة وفقاً لما جاء في نصوصهم. فيقولون إن “القيادة لدينا يجب أن تكون مجهزة بجميع أدوات الحضارة التي يمكن أن تُستخدم في الوقت المناسب. يجب أن يكون قادتنا على دراية بعلم الإنسان وعلم الاجتماع، وكل علم يرتبط بالسياسة[2]. هدفنا النهائي هو الوصول إلى قوة عالمية”.
كما أنهم يشيرون إلى أن “مهمة شعبنا هي تنفيذ البرامج التي وضعناها مسبقاً، ولذلك يجب أن نركز على أنفسنا أولاً. ينبغي أن نربي أنفسنا بطريقة تجعل روح الجرأة، والتحدي، والتسلط جزءًا من شخصيتنا، حتى نتمكن من إزالة العقبات من طريقنا”.
أما نظام الحكم الذي يخططون لفرضه، فقد ورد أنه “يجب أن يُصمم من قبل شخص واحد فقط، دون أي نقاش أو تبادل آراء حول المخطط العام للنظام، لأن ذلك قد يؤدي إلى كشف أسراره أو التلاعب به، وهو أمر لا نريده. لن نسمح بأن يعبث الجهلاء أو الأفراد غير المؤهلين بما صممه عباقرة شعبنا”.[3]
ويصفون غير اليهود بأنهم “فقدوا عادة التفكير المستقل، ولن يتمكنوا من فهم مخططاتنا نحو السيطرة العالمية إلا إذا زودناهم بالمعلومات من خلال خبرائنا. لذلك، يجب أن نعلمهم مبادئ العلوم الأساسية، مثل الأنثروبولوجيا وعلم الاجتماع، في مدارسهم، حتى يصبحوا أكثر استعداداً لقبول هيمنتنا دون مقاومة. هذا التعليم سيجعلهم يتقبلون أفكارنا بشكل أعمى”.[4]
ويضيفون: “سنكون مستبدين في كل قراراتنا، لكن هذا الاستبداد سيبدو معقولاً ومنطقياً. أوامرنا وقوانيننا ستحظى بالاحترام المطلق، وستُنفذ دون تردد.[5] وعندما نصل إلى الحكم العالمي، سنزيل جميع القوانين التي لا تتماشى مع مصالحنا، وسنمحو آثارها بالكامل”.[6]
جذور نشأة بروتوكولات الصهيونية
إن قصة الفكر المسموم للصهاينة ليست مرتبطة باليوم أو الأمس فقط. بل تعود هذه القصة إلى قرون مضت، وإلى زمن خلق الإنسان. منذ اللحظة التي وقف فيها الشيطان أمام الله وبدأت معركة الكبرياء والتوحيد، أصبح كل إنسان في أي موقع ينتمي إلى أحد هذين الجانبين. نتصفح التاريخ بسرعة لنصل إلى ظهور بني إسرائيل، وهم قوم حظوا باهتمام الله وإكرامه، لكنهم تمردوا في كل مرة بشكل ما وكفروا بأنعم الله، بما في ذلك الأنبياء.
طالما كانت الكبرياء، والحسد، والعناد، والعصيان من الخصائص القديمة لبني إسرائيل. كانوا دائمًا يتبعون طريقهم ومنطقهم في مواجهة كل حجة من حجج الله، وكانوا يسعون دائمًا لإثبات معرفتهم وتفوقهم على الجميع. حتى التوراة لم تسلم من مكرهم، حيث تم تحريفها لتصبح وسيلة لإثبات تفوقهم الوهمي.
أما التلمود، فهو مجموعة من أفكار مجموعة من رجال الدين اليهود الذين لم يقتنعوا بالتوراة الإلهية، وكانوا يبحثون عن وسيلة لتفريغ وتلقين معتقداتهم. في هذه الكتب، تعتبر اليهودية الدين الأسمى، ويُعتبر اليهود سادة العالم، بينما يُنظر إلى جميع البشر غير اليهود على أنهم كائنات يجب إما حذفها من دائرة الخلق، أو أن تكون عبيدًا لهم في نظام العبودية. لا یوجد هناك مكانة إنسانية لغير اليهود، وُيعتبر خلقهم عبثًا، بل خُلق العالم وما فيه لخدمة اليهود.
من أهم معتقدات هذا الشعب أن الحكم العالمي على الأرض حقٌ مسلم لليهود؛ لأنهم يعتبرون أنفسهم قومًا متفوقين، وأن الأديان الأخرى وأتباعها لا يملكون حتى صلاحية المنافسة الرمزية معهم. إن كتبهم المحرفة مليئة بالقوانين والأفكار العنصرية التي تعتبر اليهود دائمًا مالكي الأرض وسادة العالم. هذه الأفكار الخطيرة كانت سببًا لقرون من الضربات الخفية والعلنية التي وجهوها للعالم. في أهم أحداث التاريخ، يظهر دومًا أثر الأيادي اليهودية، سواء كانت ظاهرة أو خفية؛ لأنهم يعتقدون أنه من المسموح لهم استخدام أي مكر أو حيلة لتحقيق أهدافهم، حتى لو كان ذلك على حساب حياة ملايين البشر.
لقد أفسد اليهود المسيحية من الداخل ودمروا جوهرها، والآن جاءوا لمواجهة الإسلام ليطلقوا رصاصة الرحمة لتحقيق أهدافهم. إن بروتوكولات الصهيونية هي ثمرة سامة ناتجة عن قرون من المكر والخداع والتخطيط من قبل كبار اليهود للوصول إلى خط نهاية هزيمة العالم. لكن الشمس لن تبقى خلف السحاب دوماً ، بل ستنكشف طبيعة الصهيونية الفاسدة للشعوب في جميع أنحاء العالم، وسرعان ما ستصل إلى نهاية عصرها.
[1] لامبلن، جورج، بروتوكولات حكماء صهيون، شهلا المعي، طهران، نشر المعي، 1400
[2] بروتوكول 8
[3] بروتوكول 10
[4] بروتوكول 3
[5] بروتوكول 15
[6] بروتوكول 21